نهضة الإنسان العربيّ

يا ترى كيف استأصل هذا الحلم ؟ كان في البداية متحمّسا جدّا كان يرى الأشياء الجميلة في الحياة يبحر فيها لم تكن لتجرفه تلك التيارات الغريبة الآتية من كلّ مكان كانت روافدا تساعده على النهوض استيقظ ذات ليلة من إغفاءة دامت قرونا عديدة كانت أشعة الفجر تلامس وجهه بحنان وجد نفسه في واحة جميلة تحيط بها الصحراء من كل جانب كان ذلك الفجر لذيذا جدّا نقيّا جدّا كانت الأفكار تتوافد عليه من كلّ مكان أحبّ تلك اللحظة كثيرا لم يملئه بعد ضجيج العالم قرّر أن يحيل الصحراء جنّة لم يكن يدري أنّ الصحراء واسعة جدّا هام في أرجائها يسألها أن تعطي شيئا أن تعطي نفسها أن تخرج و لو الصبّار وجد واحات قليلة استجابت إلى ندائه إلى صوته العذب لم يستطع أن يصمد طويلا استبدّت به الصحراء تمنّى لو أنّه لم يخرج لم يرى العالم الفسيح تمنّى لو أنّه بقي في برجه العاجيّ مخدّرا مسحورا بأحلام تائهة بل تمنّى لو أنّه لم يستيقظ أبدا من سباته الطويل كان يبحث عن الإجابة يبحث عنها من هي ؟ كيف يبدو وجهها ؟ هي تستطيع أن تغيّر كلّ شئ إن أرادت تمنّى لو أنّه يراها و لو مرّة واحدةً و هو يلتقط آخر أنفاسه على مقترقات طرق لا يعرفها رأى من بعيد البعيد ضياء جميلا حنونا نسي كلّ آلامه عرفها في قلبه قدماه مليئتان بأشواك الصحراء لكنه انتصب عليهما ركض نحوها آمن أنّها ليست سرابا من سرب الصحراء الّتي طالما غشّته عادت إليه نشوة البداية الفجر الجديد رأى كلّ شئ يتحوّل حوله إلى جمال ساحر أمسك يدها عرف أنّها الربيع ربيع الصحراء قرّر أن ينطلق مهعا نحو غد جديد يخالف كلّ منطق أهل الأرض

مشكوووووووووووووور